الرئيسية
أحدث الصور
من طرف نوح الجاسري1 الجمعة سبتمبر 16, 2011 12:07 amلجزائر - مسعود هدنه
لم تنتظر كبريات الصحف الجزائرية سوى يوم واحد بعد إقرار مجلس الوزراء فتح الفضاء السمعي البصري في البلاد، حتى سارعت إلى إبداء نيتها في تقديم ملفات لإنشاء قنواتها الإذاعية والتلفزيونية الخاصة.
فصحيفة "الشروق اليومي"، وهي إحدى أكبر الصحف في الجزائر، كانت سباقة في إنشاء قناة "الشروق تي في" عبر شبكة الإنترنت منذ أكثر من سنة، وهي أول قناة خاصة على الإنترنت مملوكة لصحيفة، كما تجهّزت الصحيفة بالوسائل استعداداً لليوم الذي تفتح فيه الحكومة المجال الإعلامي الثقيل.
وحضرت الصحيفة استوديو صغيراً دأبت على تسجيل ما تصوره كاميراتها وما يعدها صحافيوها من تسجيلات لتبث لاحقاً على الإنترنت، وقد بثت الصحيفة نشاطاتها الوطنية والدولية على قناتها في الإنترنت، مثل مشاركتها في قافلة الحرية إلى غزة أو بعثتها الإنسانية إلى الصومال.
تحديات
أما يومية "الوطن" الناطقة بالفرنسية، وهي من صحف النخبة في البلاد، فقد كانت أول من عبر عن رغبة في إنشاء قناة إذاعية وتلفزيونية، وجاء في مقال نشرته الثلاثاء الماضي، إنها ستتقدم بملف لإنشاء قناتين واحدة إذاعية والثانية تلفزيونية ستكونان ذات صبغة شاملة موجهتان للجمهور، وستعطيان بعداً آخر في المعالجة الإعلامية للأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدولية، وأفادت الصحيفة بأن مجلس إدارة الصحيفة قرر التقدم بملف حال تنصيب الهيئات المختصة بتفعيل ما وافق عليه مجلس الوزراء، وشددت الصحيفة على أنها ستعتمد على كفاءات جزائرية في مشروعيها الجديدين.
ومن جانبها أبدت صحيفة "الخبر" نيتها أيضاً اليوم الخميس في إنشاء قناة تلفزيونية وأخرى إذاعية، حيث صرّح رئيس مجلس إدارة المجمع، الأستاذ زهر الدين سماتي قائلاً: "صرْح مُجمّع الخبر لن يكتمل إلا بعد إنشاء قناة تلفزيونية ومحطة إذاعية"، واستعجل المتحدث قرار فتح المجال أمام الإعلام الثقيل حين قال: "إذا سارت الأمور كما هو مخطط له، فإن البث التجريبي لقناتنا سيكون السنة المقبلة".
وقالت الصحيفة الحائزة على أكثر عدد من القراء في البلاد وهي أول صحيفة مستقلة بعد إقرار التعددية الإعلامية في الجزائر عام 1990: "إن مجلس إدارة مجمع الخبر، وافق في اجتماع عقده الأربعاء، على الشروع في التحضير لإطلاق قناة تلفزيونية ومحطة إذاعية، ذات طابع إعلامي إخباري جواري"، وقال بيان الخبر "إن القرار يأتي مواكبة لما وصل إليه الإنتاج السمعي البصري عبر العالم، بعد إعلان السلطة رسمياً، في آخر اجتماع لمجلس الوزراء، عن مشروع فتح قطاع السمعي البصري".
وأفادت الخبر على لسان رئيس مجلس إدارتها بأن مقر مشروعيها الجديدين جاهز، حيث قال "إن خيار إنشائهما قائم لدى المساهمين في مجمع الخبر، منذ تأسيس الصحافة المكتوبة المستقلة"، وذهب سماتي بعيداً في رفع التحدي ''في حال تمسك السلطة بنيتها في فتح القطاع، سنثبت أن الجزائر ستصبح قوة إعلامية كبيرة في ظرف وجيز، يحسب لها ألف حساب في المنطقة المغاربية والعربية''.
مخاوف وأحلام
وبشأن الواقع الجديد المنتظر اليوم في قطاع الإعلام في الجزائر، سألت "العربية نت" الأستاذ سعيد عادل بهناس، أستاذ الإعلام في جامعة الجزائر، فقال إن القرار ستكون له تداعيات على الممارسة الإعلامية المهنية في البلاد وعلى الوضع الاجتماعي للصحافيين أيضاً.. "الصحافيون لا يملكون بطاقة مهنية موحدة صادرة عن هيئة واضحة في الدولة، سوق الإشهار لايزال غير واضح المعالم أبداً، والممارسة الإعلامية أيضاً فيما يخص المعلومة وتداولها"، وأضاف "لننتظر القوانين التي ستحدد قرار مجلس الوزراء وتوضحه، وبعد ذلك سيكون لنا حديث".
أما الإعلامي والأكاديمي رمضان بلعمري فلم يبتعد كثيراً عن رأي سابقه، حيث قال لـ"العربية نت": "أعتقد أنه من المبكر الحديث عن هذا الانفتاح الذي هو في الأساس قرار سياسي، وقرار الغلق كان سياسياً أيضاً وليس له مبررات أخرى فنية أو مالية متعلقة بسوق الإشهار في الجزائر كما يقال".
وأضاف "علينا أولاً انتظار صدور القوانين المنظمة والمفسرة لقرار فتح المجال السمعي البصري، والسؤال الذي يطرح نفسه لدي هو؛ هل يتعلق الأمر بانفتاح أم تحرير؟ الانفتاح ربما القصد منه انفتاح التلفزيون العمومي على المجتمع بمختلف فئاته، وانفتاحه على المعارضة ونقله مشاكل الناس، أما تحرير السمعي البصري فهو يعني تحريره من سلطة الدولة، ومنح الشركات الخاصة الوطنية والأجنبية الحق في إنشاء قنوات خاصة".
وبعيداً عن التأصيل الأكاديمي وحسابات اقتصاديات الإعلام، يبقى الصحافيون يرون في تحرير القطاع فرصة للبحث عن منابر إعلامية ثقيلة يظهرون من خلالها ويفجرون فيها طاقاتهم، وأيضاً فرصة لتحسين رواتبهم التي لا تكفيهم لسد حاجياتهم كاملة، إذ تقول شُبيْلة إنها تأمل في أن تكون مقدمة أخبار على فضائية "يومية الخبر" المنتظرة، فيما تنتظر زهيدة فرصتها في البروز على شاشة "فضائية الشروق"، ويسعى وليد أن يبكون مقدم برامج سياسية ساخنة في إحدى الفضائيات الجزائرية.
لم تنتظر كبريات الصحف الجزائرية سوى يوم واحد بعد إقرار مجلس الوزراء فتح الفضاء السمعي البصري في البلاد، حتى سارعت إلى إبداء نيتها في تقديم ملفات لإنشاء قنواتها الإذاعية والتلفزيونية الخاصة.
فصحيفة "الشروق اليومي"، وهي إحدى أكبر الصحف في الجزائر، كانت سباقة في إنشاء قناة "الشروق تي في" عبر شبكة الإنترنت منذ أكثر من سنة، وهي أول قناة خاصة على الإنترنت مملوكة لصحيفة، كما تجهّزت الصحيفة بالوسائل استعداداً لليوم الذي تفتح فيه الحكومة المجال الإعلامي الثقيل.
وحضرت الصحيفة استوديو صغيراً دأبت على تسجيل ما تصوره كاميراتها وما يعدها صحافيوها من تسجيلات لتبث لاحقاً على الإنترنت، وقد بثت الصحيفة نشاطاتها الوطنية والدولية على قناتها في الإنترنت، مثل مشاركتها في قافلة الحرية إلى غزة أو بعثتها الإنسانية إلى الصومال.
تحديات
أما يومية "الوطن" الناطقة بالفرنسية، وهي من صحف النخبة في البلاد، فقد كانت أول من عبر عن رغبة في إنشاء قناة إذاعية وتلفزيونية، وجاء في مقال نشرته الثلاثاء الماضي، إنها ستتقدم بملف لإنشاء قناتين واحدة إذاعية والثانية تلفزيونية ستكونان ذات صبغة شاملة موجهتان للجمهور، وستعطيان بعداً آخر في المعالجة الإعلامية للأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدولية، وأفادت الصحيفة بأن مجلس إدارة الصحيفة قرر التقدم بملف حال تنصيب الهيئات المختصة بتفعيل ما وافق عليه مجلس الوزراء، وشددت الصحيفة على أنها ستعتمد على كفاءات جزائرية في مشروعيها الجديدين.
ومن جانبها أبدت صحيفة "الخبر" نيتها أيضاً اليوم الخميس في إنشاء قناة تلفزيونية وأخرى إذاعية، حيث صرّح رئيس مجلس إدارة المجمع، الأستاذ زهر الدين سماتي قائلاً: "صرْح مُجمّع الخبر لن يكتمل إلا بعد إنشاء قناة تلفزيونية ومحطة إذاعية"، واستعجل المتحدث قرار فتح المجال أمام الإعلام الثقيل حين قال: "إذا سارت الأمور كما هو مخطط له، فإن البث التجريبي لقناتنا سيكون السنة المقبلة".
وقالت الصحيفة الحائزة على أكثر عدد من القراء في البلاد وهي أول صحيفة مستقلة بعد إقرار التعددية الإعلامية في الجزائر عام 1990: "إن مجلس إدارة مجمع الخبر، وافق في اجتماع عقده الأربعاء، على الشروع في التحضير لإطلاق قناة تلفزيونية ومحطة إذاعية، ذات طابع إعلامي إخباري جواري"، وقال بيان الخبر "إن القرار يأتي مواكبة لما وصل إليه الإنتاج السمعي البصري عبر العالم، بعد إعلان السلطة رسمياً، في آخر اجتماع لمجلس الوزراء، عن مشروع فتح قطاع السمعي البصري".
وأفادت الخبر على لسان رئيس مجلس إدارتها بأن مقر مشروعيها الجديدين جاهز، حيث قال "إن خيار إنشائهما قائم لدى المساهمين في مجمع الخبر، منذ تأسيس الصحافة المكتوبة المستقلة"، وذهب سماتي بعيداً في رفع التحدي ''في حال تمسك السلطة بنيتها في فتح القطاع، سنثبت أن الجزائر ستصبح قوة إعلامية كبيرة في ظرف وجيز، يحسب لها ألف حساب في المنطقة المغاربية والعربية''.
مخاوف وأحلام
وبشأن الواقع الجديد المنتظر اليوم في قطاع الإعلام في الجزائر، سألت "العربية نت" الأستاذ سعيد عادل بهناس، أستاذ الإعلام في جامعة الجزائر، فقال إن القرار ستكون له تداعيات على الممارسة الإعلامية المهنية في البلاد وعلى الوضع الاجتماعي للصحافيين أيضاً.. "الصحافيون لا يملكون بطاقة مهنية موحدة صادرة عن هيئة واضحة في الدولة، سوق الإشهار لايزال غير واضح المعالم أبداً، والممارسة الإعلامية أيضاً فيما يخص المعلومة وتداولها"، وأضاف "لننتظر القوانين التي ستحدد قرار مجلس الوزراء وتوضحه، وبعد ذلك سيكون لنا حديث".
أما الإعلامي والأكاديمي رمضان بلعمري فلم يبتعد كثيراً عن رأي سابقه، حيث قال لـ"العربية نت": "أعتقد أنه من المبكر الحديث عن هذا الانفتاح الذي هو في الأساس قرار سياسي، وقرار الغلق كان سياسياً أيضاً وليس له مبررات أخرى فنية أو مالية متعلقة بسوق الإشهار في الجزائر كما يقال".
وأضاف "علينا أولاً انتظار صدور القوانين المنظمة والمفسرة لقرار فتح المجال السمعي البصري، والسؤال الذي يطرح نفسه لدي هو؛ هل يتعلق الأمر بانفتاح أم تحرير؟ الانفتاح ربما القصد منه انفتاح التلفزيون العمومي على المجتمع بمختلف فئاته، وانفتاحه على المعارضة ونقله مشاكل الناس، أما تحرير السمعي البصري فهو يعني تحريره من سلطة الدولة، ومنح الشركات الخاصة الوطنية والأجنبية الحق في إنشاء قنوات خاصة".
وبعيداً عن التأصيل الأكاديمي وحسابات اقتصاديات الإعلام، يبقى الصحافيون يرون في تحرير القطاع فرصة للبحث عن منابر إعلامية ثقيلة يظهرون من خلالها ويفجرون فيها طاقاتهم، وأيضاً فرصة لتحسين رواتبهم التي لا تكفيهم لسد حاجياتهم كاملة، إذ تقول شُبيْلة إنها تأمل في أن تكون مقدمة أخبار على فضائية "يومية الخبر" المنتظرة، فيما تنتظر زهيدة فرصتها في البروز على شاشة "فضائية الشروق"، ويسعى وليد أن يبكون مقدم برامج سياسية ساخنة في إحدى الفضائيات الجزائرية.
