وا قلب مالك طول أم زمن مجروح
هذا العنوان هو مطلع لقصيدة من قصائد شاعر عامي يمني كبير من أبناء ناحية
الوازعية ( شرقي مضيق باب المندب ) لواء تعز ، ألا وهو الشاعر المطبوع
والمبدع ، علي بن غانم ، والذي عاش في القرن الماضي ، وتوفي أواخر
السبعينيات من نفس ذلك القرن .
وبالرغم من أن هذا الشاعر كان أميا لا يعرف القراءة أو الكتابة ، إلا أنه
أبدع أروع وأجود القصائد الشعرية التي غنى بها المغنون ، وحدا بها الحادون ،
وسمر على ضوئها السمار – بلهجته المحلية العامية بطبيعة الحال - وهي
اللهجة الحميرية التي تشبه اللهجة التهامية إلى حدما – .
وكان شاعرنا هذا شاعـرا مكثرا ، ملأ الدنيا شعرا وغناء ، حتى كأنه كان يغرف
من بحر ، وكان يبدع قصائده بفطرة صافية ، وعفوية تامة ، ونفس طويل ، ومن
دون أي تكلف ، فتأتي تلك القصائد سلسة الألفاظ ، سهلة الحفظ ، فضلا عن
كونها صادقة الإحساس ، ومعبرة أحسن تعبيرعن وجدان الشاعر ، وعما يدور في
خلجات نفسه . ولذا سرعان ما كانت تنتشر ، ويذيع صيتها بين الناس.
بيد أن شعر هذا الشاعر – على كثرته - غير مدون حتى اليوم ، ولم يحظ
بالانتشار خارج حدود المنطقة ، والمناطق المجاورة لها ، نظرا لعزلة المنطقة
في السابق ، ولإغراق الشاعر في استعمال اللهجة المحلية ، ولكونه لم يحظ
بمن يكتب عنه وعن شعره حتى ينال حظه من الشهرة وذيوع الصيت - وهو أهل لهذا
وذاك - .
وحسب علمي لا توجد أية كتابات حول هذا الشاعر سوى مقال يتيم كتبه عنه صاحب
هذا السطور ونشره في صحيفة الثورة ، وذلك في أوائل التسعينيات من القرن
الماضي ، ولا زال الناس يتناقلون شعره شفهيا مما جعله عرضة للتحريف
والتشويه ، والزيادة والنقصان ، فضلا عن السرقة والانتحال .
ويدور معظم شعر الشاعر علي بن غانم حول الغزل ، باستثناء بعض القصائد ذات
الصبغة الاجتماعية والوطنية ، ومنها قصائد قالها بمناسبة ثورتي 26سبتمبر
1962 وثورة 14أكتوبر 1963 ، ومن ذلك قوله – على سبيل المثال - :
تبكي عـدن تبـكي دقها تي بي **تشا أمطبيب أمصري يداويها
والانجليزي با يطلع منها يطلعْ**يُحرمْ على أمهْ ما جلس فيها
ومنها قوله أيضا في نقد الفساد القضائي، وتصرفات بعض القضاة المجافية للعدل:
لقيت كـم من قاضي **عشرين ذراع يتشددْ
وامسبحة في يـده**ميـهْ وحبـهْ تعتـدْ
دخل يصلي أمسجد**لخارج أمباب وأفسدْ
شل أمغني يجكم له**وخلى أمفقير يتنهـدْ
لا صحْ وهو مظلومو**يحكمـمْ عليهْ يتقيـدْ
وفيما عدا تلك القصائد القليلة، فقد استغرق الغزل جل شعره، وقد أبدع في ذلك أيما أبداع، ومن ذلك قوله – كمثال فقط –
يا اْهل الغرام أفتونا**ثلاث خصال أدننا
الأوله وا غزلان**غصنوا خطر واحزنا
والثانيه في أمعشقه**عاده غشيم يتمنى
والثالثه ساجي أمعين**كلْما خطر جننا
أسمر وساني أمقامه**محبتـك سمنا
محبتك في قلبي**بين أمعظام دقنا
لما تقفي وا زين**يا عافية تدخلنا
بعدك سلي واين القاه**يا اللا امرض يسكنا
الخ القصيدة وهي طويلة رائعة ..
ويبدو أن شاعرنا كان غارقا في الهوى حتى أذنيه ، وله مغامرات شيقة في هذا
المجال ، وهي تشبه مغامرات الشاعرين الغزليين : عمر بن أبي ربيعة ، ووضاح
اليمن – اللذين عاشا في العصر الأموي واشتهرا كل منهما بالمغامرات
والمعابثات الغزلية ، رغم كون شاعرنا لم يقرأ شيئا عن هذين الشاعرين ، بل
وربما لم يسمع عنهما وعن غزلياتهما ومغامراتهما قط .
وعلى كل حال هذه واحدة من تلك المغامرات الغزلية الشيقة للشاعر علي بن غانم ، والتي صاغها في قالب شعري قصصي بديع ، فإلى القصيدة :
واقلب مالك طول امزمن مجـروح**بـادق لك إبـره من دوا التختــرْ
جوب وقلي: رح ْ وا سخيف أمعقل**أنـا دوي حبـه، مـن عنب اخضرْ
عنبْ ما قـد يوردوه في السـوق**قتـب العنـب رابي في وسـط الدارْ
نشـرت وانـا أدبــر الحيـلة**على الوصـولِ ما أقـول ما أتعـذرْ
وصـلت لمـا قــريب من خلي**وجدت على الباب حارس من العسكرْ
فقلت له : فكْ وا عسكري بانـومْ**خـذ الريـال منـي والثـواب اكثـرْ
جوب وقلي : خبـت أمخلا راحهْ**فقلت له : خـايف من أسـود البـرْ
إن المـدينة يمسي عليهـا زامْ**وانا غـريب ما قـد أنـزل البنـدرْ
حين فك لي الباب قلبي فرح واطرب**طـرقت بـرجلي لعـالي المنـظـرْ
نجلت وخلي بيـده قلـم يكتـب**في الخلوه العالي سطحهـا مـرمـرْ
دمنـا ونمنا على الهـوى قمنـا **بالأنس والراحـه والحـرس تسهـرْ
ونبلهـم من بلجيك وابـو ناظـور**وأمـوت في يـداتـهــم أحمــرْ
لمـا اكتفيت قمـت أدبر الحيـلة**على النـزولِ ذا الوقـت ما نقـدرْ
طلعـت شاقفـز من عالي الداير**قال الحبـيب : ما لك حق تتـكسـرْ
باظن إنهْ في حبـل في الطـاقة**لكن باخــاف قليــل با يقـصـرْ
فقلت له جيبه وا كحيـل امعيـنْ**ولو قصـر نوفيـه بـذا امعـجـرْ
منـــــــــــــــــــــــــقووووووووووووووول
هذا العنوان هو مطلع لقصيدة من قصائد شاعر عامي يمني كبير من أبناء ناحية
الوازعية ( شرقي مضيق باب المندب ) لواء تعز ، ألا وهو الشاعر المطبوع
والمبدع ، علي بن غانم ، والذي عاش في القرن الماضي ، وتوفي أواخر
السبعينيات من نفس ذلك القرن .
وبالرغم من أن هذا الشاعر كان أميا لا يعرف القراءة أو الكتابة ، إلا أنه
أبدع أروع وأجود القصائد الشعرية التي غنى بها المغنون ، وحدا بها الحادون ،
وسمر على ضوئها السمار – بلهجته المحلية العامية بطبيعة الحال - وهي
اللهجة الحميرية التي تشبه اللهجة التهامية إلى حدما – .
وكان شاعرنا هذا شاعـرا مكثرا ، ملأ الدنيا شعرا وغناء ، حتى كأنه كان يغرف
من بحر ، وكان يبدع قصائده بفطرة صافية ، وعفوية تامة ، ونفس طويل ، ومن
دون أي تكلف ، فتأتي تلك القصائد سلسة الألفاظ ، سهلة الحفظ ، فضلا عن
كونها صادقة الإحساس ، ومعبرة أحسن تعبيرعن وجدان الشاعر ، وعما يدور في
خلجات نفسه . ولذا سرعان ما كانت تنتشر ، ويذيع صيتها بين الناس.
بيد أن شعر هذا الشاعر – على كثرته - غير مدون حتى اليوم ، ولم يحظ
بالانتشار خارج حدود المنطقة ، والمناطق المجاورة لها ، نظرا لعزلة المنطقة
في السابق ، ولإغراق الشاعر في استعمال اللهجة المحلية ، ولكونه لم يحظ
بمن يكتب عنه وعن شعره حتى ينال حظه من الشهرة وذيوع الصيت - وهو أهل لهذا
وذاك - .
وحسب علمي لا توجد أية كتابات حول هذا الشاعر سوى مقال يتيم كتبه عنه صاحب
هذا السطور ونشره في صحيفة الثورة ، وذلك في أوائل التسعينيات من القرن
الماضي ، ولا زال الناس يتناقلون شعره شفهيا مما جعله عرضة للتحريف
والتشويه ، والزيادة والنقصان ، فضلا عن السرقة والانتحال .
ويدور معظم شعر الشاعر علي بن غانم حول الغزل ، باستثناء بعض القصائد ذات
الصبغة الاجتماعية والوطنية ، ومنها قصائد قالها بمناسبة ثورتي 26سبتمبر
1962 وثورة 14أكتوبر 1963 ، ومن ذلك قوله – على سبيل المثال - :
تبكي عـدن تبـكي دقها تي بي **تشا أمطبيب أمصري يداويها
والانجليزي با يطلع منها يطلعْ**يُحرمْ على أمهْ ما جلس فيها
ومنها قوله أيضا في نقد الفساد القضائي، وتصرفات بعض القضاة المجافية للعدل:
لقيت كـم من قاضي **عشرين ذراع يتشددْ
وامسبحة في يـده**ميـهْ وحبـهْ تعتـدْ
دخل يصلي أمسجد**لخارج أمباب وأفسدْ
شل أمغني يجكم له**وخلى أمفقير يتنهـدْ
لا صحْ وهو مظلومو**يحكمـمْ عليهْ يتقيـدْ
وفيما عدا تلك القصائد القليلة، فقد استغرق الغزل جل شعره، وقد أبدع في ذلك أيما أبداع، ومن ذلك قوله – كمثال فقط –
يا اْهل الغرام أفتونا**ثلاث خصال أدننا
الأوله وا غزلان**غصنوا خطر واحزنا
والثانيه في أمعشقه**عاده غشيم يتمنى
والثالثه ساجي أمعين**كلْما خطر جننا
أسمر وساني أمقامه**محبتـك سمنا
محبتك في قلبي**بين أمعظام دقنا
لما تقفي وا زين**يا عافية تدخلنا
بعدك سلي واين القاه**يا اللا امرض يسكنا
الخ القصيدة وهي طويلة رائعة ..
ويبدو أن شاعرنا كان غارقا في الهوى حتى أذنيه ، وله مغامرات شيقة في هذا
المجال ، وهي تشبه مغامرات الشاعرين الغزليين : عمر بن أبي ربيعة ، ووضاح
اليمن – اللذين عاشا في العصر الأموي واشتهرا كل منهما بالمغامرات
والمعابثات الغزلية ، رغم كون شاعرنا لم يقرأ شيئا عن هذين الشاعرين ، بل
وربما لم يسمع عنهما وعن غزلياتهما ومغامراتهما قط .
وعلى كل حال هذه واحدة من تلك المغامرات الغزلية الشيقة للشاعر علي بن غانم ، والتي صاغها في قالب شعري قصصي بديع ، فإلى القصيدة :
واقلب مالك طول امزمن مجـروح**بـادق لك إبـره من دوا التختــرْ
جوب وقلي: رح ْ وا سخيف أمعقل**أنـا دوي حبـه، مـن عنب اخضرْ
عنبْ ما قـد يوردوه في السـوق**قتـب العنـب رابي في وسـط الدارْ
نشـرت وانـا أدبــر الحيـلة**على الوصـولِ ما أقـول ما أتعـذرْ
وصـلت لمـا قــريب من خلي**وجدت على الباب حارس من العسكرْ
فقلت له : فكْ وا عسكري بانـومْ**خـذ الريـال منـي والثـواب اكثـرْ
جوب وقلي : خبـت أمخلا راحهْ**فقلت له : خـايف من أسـود البـرْ
إن المـدينة يمسي عليهـا زامْ**وانا غـريب ما قـد أنـزل البنـدرْ
حين فك لي الباب قلبي فرح واطرب**طـرقت بـرجلي لعـالي المنـظـرْ
نجلت وخلي بيـده قلـم يكتـب**في الخلوه العالي سطحهـا مـرمـرْ
دمنـا ونمنا على الهـوى قمنـا **بالأنس والراحـه والحـرس تسهـرْ
ونبلهـم من بلجيك وابـو ناظـور**وأمـوت في يـداتـهــم أحمــرْ
لمـا اكتفيت قمـت أدبر الحيـلة**على النـزولِ ذا الوقـت ما نقـدرْ
طلعـت شاقفـز من عالي الداير**قال الحبـيب : ما لك حق تتـكسـرْ
باظن إنهْ في حبـل في الطـاقة**لكن باخــاف قليــل با يقـصـرْ
فقلت له جيبه وا كحيـل امعيـنْ**ولو قصـر نوفيـه بـذا امعـجـرْ
منـــــــــــــــــــــــــقووووووووووووووول